صارت قناة الجزيرة منبرًا حصريًا للرئيس الجزائري لإطلاق اتهاماته الخطيرة ضد المغرب، حيث أدلى عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، بتصريحاته في مقابلة مع "الجزيرة بودكاست"، وهي منصة تابعة لقناة "الجزيرة" القطرية على يوتيوب، حيث اتهم المغرب بالوقوف وراء اغتيال دبلوماسيين جزائريين تم اختطافهم سنة 2012 من قبل جماعة إرهابية مسلحة في مالي.
وفقًا لما نشره موقع "مغرب أنتلجنس"، نقلًا عن مصادره، فإن الرئيس الجزائري قد تدخل شخصيًا للضغط على إدارة قناة الجزيرة ومنعهم من حذف الاتهامات الخطيرة والغير مسبوقة التي وجهها للمغرب، أو إعادة صياغتها بأي شكلٍ كان، حيث أصر على أهميتها.
اقترحت هيئة تحرير القناة القطرية إعادة صياغة بعض تصريحات الرئيس الجزائري تبون، وذلك بحذف بعض المقاطع غير الواضحة أو التي شرحت بشكلٍ سيء، أو التي يمكن أن تؤدي إلى تكهنات غير سليمة حول نواياه.
بالرغم من أن الرئيس التبون لم يشير إلى المغرب باسمه، فإنه ألمح إلى ذلك بشكل واضح عندما أشار إلى "دولة مجاورة" المتورطة في الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل دبلوماسيين جزائريين في مالي.
ويقول الموقع المذكور أن الرئيس التبون يهدف من وراء تلك الاتهامات الخطيرة التي وجهها للمغرب إلى إرسال رسالة سياسية معادية جديدة لجاره المغربي.
وذكرت مصادر "مغرب أنتلجنس" أن مستشاري الرئيس الجزائري اعترضوا على استخدامه للغة "العدائية والمتهمة" في خطاب رسمي لم يسبق له مثيل، إلا أنه لم يستجب لنصائحهم وأصر على الاحتفاظ بالنسخة الأصلية لمقابلته مع "الجزيرة بودكاست"، لتوجيه هجمات جديدة ضد المغرب.
يذكر أن تبون ألمح في مقابلته الأخيرة مع قناة الجزيرة، إلى مسؤولية دولة مجاورة في الهجوم الإرهابي الذي استهدف دبلوماسيين جزائريين في مالي، وبالرغم من عدم ذكر المغرب باسمه بشكل مباشر، إلا أن تبون اتهمه ضمن سياق الحادثة التي وقعت في شمال مالي عام 2012، دون أن يشير بصراحة إلى تورطه في الأمر.
وقال الرئيس الجزائري "نعرف من فعل هذا، إنها دولة مجاورة، من خلال منظمة إرهابية وهمية أنشأها في مالي"، في إشارة منه إلى حركة التوحيد والجهاد التي كانت وراء اختطاف ديبلوماسيين جزائريين في سنة 2012 واغتيال اثنين منهم فيما بعد.
ويأتي هذا الاتهام المفاجئ من الرئيس الجزائري للمغرب بعد مرور أكثر من عشر سنوات دون أن تُصدر الجزائر أي إشارة سابقة إلى تورط المغرب في هذا الأمر، حيث كانت الاتهامات تُوجه مُباشرةً إلى حركة التوحيد والجهاد التي تنشط في غرب أفريقيا والتي قامت في عام 2012 بخطف 8 دبلوماسيين جزائريين بعد اعتقال اثنين من أعضائها من قِبل القوات الجزائرية.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق