كتبت مجلة "جون أفريك" الفرنسية في أحدث إصداراتها إن فرنسا تواجه أزمات دبلوماسية في علاقاتها مع المغرب والجزائر، بالإضافة إلى صعوبات اقتصادية.
أشارت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إلى تفاقم الأزمات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر والمغرب، مشيرة إلى وجود عدة قضايا "تسمم" العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى فشل فرنسا اقتصادياً في المنطقة. كما أوضحت المجلة أن الحقيقة تكمن في خسارة فرنسا لنفوذها الاقتصادي، وذلك يشمل الجزائر والمغرب.
وأشارت المجلة، أن ملف التأشيرات كان سببًا وراء الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، وأدى إلى نهاية الشراكة الاستراتيجية بين باريس والرباط، مع التأكيد على أن "زيادة الناتج المحلي الإجمالي المغربي بنسبة تزيد عن 50٪ خلال عشر سنوات دفعت المغرب إلى السعي لإعادة التوازن في هذه العلاقة الاقتصادية مع فرنسا".
ووفقاً لنفس المصدر الإعلامي، فإن الشركات المغربية قد تنافست بشدة مع الشركات الفرنسية في غرب إفريقيا في قطاعات البنوك والتأمين والبناء، وكانت الدبلوماسية الاقتصادية للمملكة ناجحة للغاية حتى أن الرئيس إيمانويل ماكرون أشار إليها في خطابه في المغرب في يونيو 2017 ودعا إلى "توحيد هذه السياسات الأفريقية" بين فرنسا والمغرب.
وفقًا لتقرير مجلة "جون أفريك"، فإن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، دفع الرباط إلى ربط فعالية الشراكات الاقتصادية بمواقف الدول من هذه القضية. وبالإضافة إلى ذلك، تراجعت الحضورية الاقتصادية الفرنسية بشكل كبير في المغرب، حيث أصبحت إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب، متفوقة على فرنسا، في حين احتلت الولايات المتحدة لأول مرة مكان المستثمر الأجنبي الأول في المملكة.
وأصافة المجلة أنه، بعدما استفادت شركتا "ألستوم" و"SCNF" من صفقة تمويل الخط الفائق السرعة بين الدار البيضاء وطنجة بنسبة 51%، يبدو أن الشركات الفرنسية لن تحصل على صفقة الخط الجديد بين الدار البيضاء ومراكش، حيث تقترب الصين من الفوز بالمناقصة.
هذا ولم تنجح خطة التقارب الذي بدأها إيمانويل ماكرون من الناحية الاقتصادية كما كان متوقعًا. وبسبب الخلاف مع الرباط، في الوقت الذي وجدت فيه إسبانيا وحتى ألمانيا -اللتان تدعمان خطة الحكم الذاتي المغربية- فرصة لتعزيز التعاون في مجالات مثل الهيدروجين والصناعة والزراعة مع المغرب.
وقد وقعت مدريد حوالي 20 اتفاقية تعاون، في حين ازدادت صادرات برلين إلى المغرب بنسبة تقريبًا 30٪ في عام 2022. وإذا كانت فرنسا تعاني من تأخر في الدخول إلى السوق المغربية، فإنها لا تزال تواجه صعوبة في الوصول إلى السوق الجزائرية.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق