لا يتعلق إدمان الطعام بنوعية الأكل الذي تتناوله، فقد تكون مدمنا عليه سواء كان ما تتناوله طعاما صحيا أو غير صحي، مصنعا أو طبيعيا، أو حتى مجرد مشروبات مفضلة. في النهاية، هي سعرات حرارية فارغة لا يحتاجها الجسم، ولا داعي لها سوى تلك العلاقة غير الصحية مع الطعام.
هناك علامات واضحة لإدمان الطعام، حين أراد باحثون في مركز "رود" لعلوم وسياسات الغذاء، بجامعة ييل الأميركية، تحديدها بشكل دقيق وضعوا استبيانا ضم مجموعة من الأسئلة الكاشفة مثل:
- حين تبدأ في تناول طعام معين، هل تجد أنك انتهيت إلى تناول كمية أكبر مما كان مخططا له؟
- هل تستمر في تناول أطعمة بعينها حتى لو لم تعد جائعا؟
- هل تظل تتناول الطعام حتى تشعر بالامتلاء الشديد؟
- هل تقلق من عدم تناول أطعمة معينة أو تقليلها؟
- هل تبذل مجهودا للحصول على أطعمة بعينها حين لا تكون متوفرة؟
- هل تأكل أطعمة معينة بكميات كبيرة بحيث تفضّل الأكل على قضاء وقت مع العائلة أو القيام بأنشطة ترفيهية؟
- هل لديك مشاكل في الأداء بفعالية في العمل أو المدرسة بسبب الطعام؟
- هل تحتاج إلى تناول الطعام لتقليل المشاعر السلبية أو زياد المتعة؟
بحسب الموقع الرسمي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، فإدمان الأكل أو اضطراب نهم الطعام "بي إي دي" (BED) هو أحد أنواع اضطرابات الطعام الأكثر شيوعا، مثل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي. ويمكن معرفة ما إذا كانت علاقة الشخص مع الأكل غير صحية، وعموما يتميز اضطراب نهم الطعام أو إدمانه بعلامات رئيسية مثل:
- الأكل عندما لا تشعر بالجوع.
- تناول الطعام بسرعة كبيرة.
- تناول الطعام في السر، بعيدا عن الآخرين والشعور بالاكتئاب أو الذنب أو الخجل أو الاشمئزاز بعد الشراهة عند تناول الطعام.
- تحاول إخفاء مقدار ما تأكله.
- تخزن إمدادات الطعام وتشعر بالقلق عند نفادها.
كيف يمكن علاج إدمان الطعام؟
تقول مدربة علم النفس الإيجابي ومستشارة الصحة النفسية، التي دونت تجربتها كاملة عبر وسم (هاشتاغ) بعنوان "من الكرش للكيرفي" إن "الإدمان هو النقطة التي تبدأ عندها المشكلة والحل بالكامل، إدراك سبب المشكلة هو بداية حلها، مدمن الطعام لا يحب الطعام في ذاته، ولكنه يدمن أثره في أوقات الضغط النفسي الشديد، يدمن حالة الانتشاء التي تتبع تناول الطعام اللذيذ، الإدمان ليس للمخدرات فقط، ورحلة الشفاء من إدمان الأكل لن تتضمن ورقة دايت معلقة على ثلاجة المنزل، ولا عملية شفط دهون وشد للترهلات، البداية الحقيقية حين نغوص داخل أنفسنا، ونسمح لها بالاحتياج، ونكشف عن احتياجاتها الحقيقية التي نهرب من إشباعها بتناول الطعام، الرحلة ليست سهلة، لكنها تستحق".
ومن اجل البحث عن طرق أخرى لتهدئة نفسك، دون اللجوء الى الطعام، ستحتاج إلى شيء ليحل محل الطعام، حيث يمكنك ان تقوم بعمل قائمة بالأشياء الأخرى التي تستمتع بها والجيدة بالنسبة لك، مثل الذهاب في نزهة مع اصدقائك، لمشاهدة فيلم، أو تناول كوب من الشاي مع قراءة كتاب، أو التحدث إلى صديق، الخ. استبدل تلك الأشياء بالأكل عندما تشعر الحاجة للراحة.
احرص على شبكة دعم:
حيث انه من السهل التغلب على جميع أنواع الإدمان عندما يكون لديك أشخاص آخرين يساندونك، فقط عليك ان تبحث عن صديق يقوم أيضًا بإجراء تغييرات صحية إيجابية حتى تقومان بتشجيع بعضكما على التخلص من العادات السلبية.
تعلم عادات الأكل الصحية:
التغلب على الإدمان على الطعام لا يقتصر فقط على الحرمان. الشيء الوحيد الذي يجب أن تحرم نفسك منه هو عادة الانغماس في تناول الطعام دون حد فاصل، وفي الوقت ذاته، يجب أن يكون تناول الطعام ممتعًا وصحيًا، لذلك تعلّم كيفية القيام بذلك بشكل صحيح. ثقف نفسك عن الغذاء والتغذية. يمكن لطبيبك أن يوصلك بأخصائي تغذية للمساعدة في تعلم العادات الصحية السليمة.
اعرف المزيد عن إدمان الطعام:
وحدد مدى إدمانك للطعام وهل هو إدمان بسيط ام قوي، وهل يمكنك التغلب عليه وحدك في المنزل، أم انك تحتاج الى مساعدة طبيب او متخصص؟، يجب ان تصارح ذاتك بالحقيقة حتى تستطيع التغلب على المرض.
كما هو الحال مع أي إدمان، من المحتمل أن تعود للانتكاسة مرة أخرى على الرغم من بذل قصارى جهدك، ولكن بدلًا من لوم نفسك والشعور بالذنب والخجل، خذ درسًا وعبرة وتعلم من أخطائك، حتى لا تعود الى الانتكاس مرة أخرى.
يمكن أن يكون إدمان الغذاء مشكلة صعبة للتغلب عليها، وإذا وجدت أن هذه الخطوات ليست كافية لإنهاء الإفراط في تناول الطعام، فكر في استشارة طبيب متخصص في التغذية، حيث انه يمكنك مساعدتك على إجراء تغييرات إيجابية.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق