هل يمكن لمريض القلب الصيام في رمضان؟ وما أبرز الأمور التي عليه الانتباه لها؟ وما أمراض القلب التي لا يُسمح الصيام للمريض بها؟
تعد أمراض القلب من أكثر الأمراض انتشارا وخطرا، إذ تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، إلى أن تلك الأمراض تقف وراء 16 في المئة من مجموع الوفيات حول العالم، وبالرغم من ذلك يحرص كثير من الذين يعانون من أمراض القلب، على الصيام خلال شهر رمضان..
فما هي النصائح التي ينبغي أن يتبعوها ليكون صومهم آمنا على صحتهم؟.
بحسب أطباء أمراض القلب والأوعية الدموية، فإنه يجب أولا استشارة طبيب مختص لتقييم الحالة، وطلب مشورة طبيب القلب لتحديد مواعيد تناول الأدوية والجرعات المناسبة لهم لتجنب حدوث أي مضاعفات، واتخاذ الاحتياطات أثناء صيام شهر رمضان.
كما من الضروري أن يراجع المريض مختص القلب لمعرفة الأدوية التي ينبغي تناولها خلال شهر رمضان، حيث يقوم الطبيب بتقييم وضع المريض من حيث إمكانية استبدال الأدوية المعتادة التي يتناولها المريض بأخرى ليتم تعويض فترة الصيام التي قد تمتد لـ15 ساعة.
هل يؤثر الصيام على مرضى القلب؟
بصفة عامة فإن الصيام لا يؤثر بصورة سلبية على مرضى القلب الذين يتمتعون بحالة مستقرة، والذين لا يصابون بأعراض متكررة كآلام الصدر أو الصعوبة في التنفس، ويكون الصيام غالبا مفيدا لهم حيث يساعد على تقليل كميات الطعام التي يتم تناولها والابتعاد عن التدخين والحد من التوتر مما يسهم في تخفيف المخاطر العامة الناجمة عن أمراض القلب وينعكس إيجابيا على صحة المريض.
بالمقابل فإن الصيام قد يؤثر على بعض الفئات من مرضى القلب، والذين لا يجب عليهم الصوم، وهم:
- المرضى الذين يعانون من آلام متكررة في الصدر.
- مرضى قصور القلب الاحتشائي الذين يعانون من التعب الشديد وضيق التنفس؛ فهم يحتاجون لتعاطي مدرات البول باستمرار.
- مرضى الأزمة القلبية الذين لا يستطيعون الصوم عادة خلال الأسابيع الستة التي تعقب حدوث الأزمة القلبية.
- مرضى جراحات القلب الذين لا يستطيعون الصوم عادة خلال الأسابيع الستة التي تعقب إجراء الجراحة.
- مرضى التضيق أو الالتهاب الشديد للصمامات.
- المرضى الذين يتعاطون أدوية تخثر الدم مثل الوارفارين.
- المرضى الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب من النوع الخبيث الذين يعالجون بالأدوية.
- مرضى القلب الذين تتطلب حالاتهم البقاء تحت الملاحظة داخل المستشفى.
فوائد الصيام لصحة القلب:
تحدُث العديد من التغيُّرات خلال شهر رمضان في نمط تناول الطعام والنوم والحركة اليومية، لذلك من الضروري ملائمة هذه التغيرات بشكل سليم مع نمط حياة مرضى القلب.
وتوضح مجلة المستشفى العربي أو The Arab Hospital الصحية، أن مرضى القلب يستفيدون بشكل خاص من صيام شهر رمضان، لأنه أثناء استهلاك الجسم للمواد المُخزّنة المتراكمة فيه خلال فترة الصيام والجوع لساعات طويلة، يتم حرق الدهون الملتصقة بجدران الأوعية الدموية وإذابتها، ما يحسّن من أداء الدورة الدموية وزيادة نسبة الأوكسجين في الدم، وبالتالي يحسّن من أداء القلب.
ولفتت المجلة إلى أن الصيام بشكل عام لا يؤثر سلباً على مرضى القلب، ما داموا يتمتعون بحالة مستقرة ولا يعانون من أعراض خطيرة كآلام الصدر أو ضيق التنفس.
نصائح لمرضى القلب في رمضان:
هناك عدد من الخطوات التي يجدر الالتزام بها فيما يتعلق بروتين الطعام والحياة اليومية خلال أيام الصيام. وهي تشمل وفقاً لموقع Webteb الطبي:
1- الاعتدال مع الملح: يعد الملح أخطر المهددات لصحة الإنسان، وخاصة مريض القلب. فهو قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة احتباس الماء في الجسم، لذلك ينصح الموقع الطبي بتجنُّب المخللات والأطعمة المالحة عموماً، وفي وجبات السحور والإفطار على وجه خاص.
2- تجنب السكريات: تشتهر في رمضان وجبات التحلية الغنية بالسكر، وهي تضر سلامة الشرايين بسبب زيادة تراكم الكولسترول الضار فيها، ما يؤدي إلى انسدادها بشكل كلي أو جزئي، الأمر الذي يتسبب بدوره في الإصابة بالجلطات. ومن الممكن تناول عينات بسيطة من هذه الأطعمة لتجنب أي أثر سلبي لها.
3- الطعام الصحي: استهلاك الأطعمة المفيدة للجسم مثل السمك الذي يحتوي على الدهون الصحية أو الأوميغا 3، يعد مهماً جداً لصحة القلب والشرايين. كما أن الزيوت النباتية، مثل زيت الزيتون، قد تقي من الإصابة بالكولسترول المسبب الرئيسي للجلطات. ويُنصح بتناول الخضراوات والفواكه يومياً لغناها بالفيتامينات والمعادن والألياف.
4- الأطعمة الضارة: الوجبات المقلية أو السريعة ومنتجات الألبان كاملة الدسم، وجلد الدجاج، والسمن المُهدرج والأطعمة المليئة بالمواد الحافظة الاصطناعية، كلها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بزيادة مستوى الكوليسترول الضار، وخفض مستوى الكوليسترول النافع في الجسم.
5- روتين صحي: يُعد النشاط البدني غير المُجهد من الأمور الضرورية لمرضى القلب، فهو يساهم في تحفيز الدورة الدموية، والحفاظ على الوزن الصحي وحرق الدهون الضارة. ويمكن ممارسة المشي أو التمارين الخفيفة بعد تناول وجبة الإفطار بساعتين على الأقل، أو قبل وجبة السحور. كما يُفضل القيام بالأنشطة الخارجية مثل المشي لتحسين الحالة النفسية للشخص.
6- شرب السوائل: يسبب فقدان الجسم للسوائل وعدم تعويضها بشرب المياه الكافي إلى الإصابة بالجفاف والصداع وانخفاض ضغط الدم، الأمر الذي قد يزيد من شدة أعراض مرض القلب. ويمكن تجنُّب ذلك من خلال المواظبة على استهلاك ما لا يقل عن ستة إلى ثمانية أكواب من الماء يومياً خلال شهر رمضان. وتجنُّب شرب العصائر والمشروبات الغنية بالبوتاسيوم أو السكر أو الكافيين.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق