ووفقًا لمعلومات من مصادر مختلفة في الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، يؤكد الخبير ايهود ياعري أن الإيرانيين يعتزمون- وربما بدأوا بالفعل – نقل مجموعة كبيرة من الطائرات الهجومية حديثة الطراز بدون طيار من تلك التي تم استغلالها من قبل الروس في الحرب ضد أوكرانيا. ويعتقد أن بعضها، على الأقل، تم تسليمه لمقاتلي البوليساريو في منطقة تندوف جنوب غرب الجزائر، وقد نجح المغرب في وقف الغارات الجوية في الصحراء بشكل صحيح، وذلك بفضل مئات الأميال من الجدران الترابية التي ساعدت إسرائيل في بنائها.
وفي السنوات الأخيرة، توقف القتال وإطلاق النار وحصل المغرب تدريجياً على دعم دولي متزايد لاقتراحه إعطاء الحكم الذاتي لهذه المنطقة، بالمقابل فإن “البوليساريو” لا تملك القوة ولا العتاد للعودة للحرب. ويضيف الخبير أن أسيادهم الجزائريون يخشون الوقوع في المشاكل ويفضلون مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة إقناع المغاربة من أجل الوصول إلى طريق لنقل البضائع إلى الساحل الأطلسي لموريتانيا.
الآن تحاول إيران التموقع على الساحة، على أمل خلق نوع جديد من التهديد للمغرب وذلك بتحويل “البوليساريو” إلى قوة عسكرية مثل الميليشيات التي أسستها بسوريا والعراق واليمن – كما في غزة – وتلك التي تحاول التأسيس لها بأذربيجان وأفغانستان وأجزاء أخرى من العالم.
ويرى كاتب المقال أن الإيرانيين، على ما يبدو، ليسوا وحدهم في الساحة: فروسيا تحاول الحصول على قاعدة بحرية من الجزائر مقابل بيعها أسلحة روسية، مضيفًا أن الجزائر ساعدت روسيا في نقل مرتزقة من “مجموعة فاغنر” إلى مالي وبوركينا فاسو (بعد الانقلابات العسكرية هناك) وانسحاب الجيش الفرنسي، ويهدف بوتين إلى مزيد من التوغل في الشريط الصحراوي لـ “الساحل”.
وللتذكير فإن إسرائيل تأمل في إقامة علاقات مع دول “الساحل”، مثل النيجر وموريتانيا، من أجل فتح ممر جوي للرحلات الجوية المباشرة عبر سماء السودان وتشاد، مباشرة إلى البرازيل والأرجنتين.
إذا توقعنا هجمات انتحارية بطائرات بدون طيار على المغرب، فإن الوضع في شمال إفريقيا سيتغير. وسيتطلب الأمر جهدا أمريكيا كبيرا لمنع مواجهة مفتوحة بين المغرب والجزائر اللتين واجهتا بعضهما في الماضي، ويمكن للإيرانيين أن يستحوذوا على بؤر استيطانية جديدة تزيد من قدرتهم على الابتزاز والتهديد، وتسمح بالطبع لنقاط انطلاق جديدة لبث الإرهاب. كل هذا يحدث نخيله بعيد، لكنه يبقى قريبًا جدًا منا. يؤكد الخبير.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق