تصاعد التوتر في العلاقات المغربية التونسية على إثر إستقبال الرئيس التونسي "قيس سعيد" لزعيم جبهة البوليساريو "إبراهيم غالي" على هامش مشاركته بالدورة الثالثة لمنتدى التعاون الاقتصادي الإفريقي الياباني، الأمر الذي جعل المغرب يستدعي سفيره لدى تونس للتشاور، وإعتبار هذه الخطوة التي أقدمت عليها تونس ب"العمل الخطير و الغير مسبوق الذي يودي كثيرا مشاعر الشعب المغربي".
و مع أن تونس جددت موقفها الثابت و الراسخ بالحفاظ على الحياد التام في قضية الصحراء المغربية و دعم مسلسل الأمم المتحدة للتوصل إلى حل و إلتزام الشرعية الدولية، إلا أن العديد من وسائل الإعلام المغربية تحدثت على أن العلاقات بين البلدين تتجه نحو مزيد من التصعيد، خصوصا بعد إندساس بعض العناصر التابعين لجبهة البوليساريو، في وفد تابع لإحدى المنظمات الاسبانية المشاركة في مؤتمر المناخ الذي أقيم في إحدى المدن التونسية، و يحاولون تنظيم ورشة على هامش أشغال المؤتمر تحت عنوان "تغير المناخ تحت الإحتلال.."، الشئ الذي دفع الوفد المغربي إلى إلى الانسحاب من المؤتمر و إعتبار ما يحدث تطاول صارخ على السيادة الوطنية و الوحدة الترابية للمملكة.
و حسب وسائل الاعلام المغربية فالأمر لم يتوقف على هذا الحد، بل تبعه إستقبال امين عام لحزب سياسي تونسي لسيدة قدمت نفسها على أنها مستشارة لزعيم البوليساريو "إبراهيم غالي"، و تأكيد المسؤول الحزبي التونسي حسب ماجاء في بيان لوكالة الأنباء الصحراوية، عن دعم حزبه لما سماه "الشعب الصحراوي و قضيته العادلة".
مثل هذه الأفعال و التطورات تعتبر سابقة في تاريخ العلاقات التونسية المغربية، الأمر الذي دفع العديد من المحللين السياسيين إلى التساؤل عن مصير العلاقات التونسية المغربية؟ و عن إمكانية توجه تونس نحو الإعتراف بالبوليساريو؟ خصوصاً أن تونس سوف تخسر العديد من الامتيازات الاقتصادية و العديد من المصالح التي تستفيد منها من المغرب، و خاصة إذا قام المغرب بإلغاء إتفاقية التبادل الحر بين البلدين الذي يستفيد منه الإقتصاد التونسي كثيرا، أو إنسحاب الأبناك المغربية من تونس، التي يعتمد عليها العديد من رجال الأعمال التونسيين في معاملاتهم مع السوق الإفريقية.
فقدان كل هذه الإمتيازات الاستراتيجية خسارة فادحة سوف يتكبدها الاقتصاد التونسي، و سوف يجعلها تتحمل العديد من التكاليف التي من المحتمل أن تتسبب فيها القطيعة مع المغرب.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق